Sunday 19 January 2014

كايرو دار" يكشف أسرار قصص حب البنات على أبواب الحمامات

كتبت مى مجدى |
صورة أرشيفية
هل تخيلت أن تروى جدران الحمامات فى مدارس البنات قصصا غرامية تعبر عن أحاسيس ومشاعر يخشين البوح بها؟ هل تصورت أن يتحول بيت الراحة إلى مكان للصراعات الغرامية تعبر فيه الفتيات عن مشاعر الحب والغيرة؟.
هذا ما ترويه جدران وأبواب الحمامات وخشب الديسكات وحوائط الفصول فى مدارس البنات التى يعبرن من خلالها عما بداخلهن من أحاسيس ومشاعر فياضة، خاصة فى سن المراهقة الذى يتميز بحدوث تغيرات جسدية وعقلية وعاطفية واجتماعية، فتترك كل طالبة قبل خروجها من المدرسة ذكريات عاطفية وقصصا غرامية وعبارات تعبر عن الحب والغيرة محاولة إثبات أنها أجدر من زميلاتها وأنها كبرت وتستطيع أن تحب وتتحب.
تفتخر كل طالبة وتتباهى بقصة حبها أمام زميلاتها وتبدأ فى سرد حكايتها مع فارس أحلامها وخروجاتها معه بعد المدرسة، وتتباهى بوعده لها بأنه سيخطبها عقب الانتهاء من الدراسة، تكتب حكايتها بالقلم الرصاص على الجدران والحوائط، وتحكى قصصا بعضها حقيقى وبعضها نسجته من وحى خيالها الصغير, تدون اسمه أو رقم تليفونه وأحيانا تليفون واسم زميلتها التى خطفته منها، لعل هناك من يأخذ تلك الأرقام ويبدأ فى مضايقة الاثنين.
تروى ندى محمد مشاهداتها، وتكشف بعضا مما تكتبه زميلاتها فتقول "فى بعض البنات اللى ممكن تكتب رقم تليفون اللى بتحبه على باب الحمام عشان بتبقى متخانقة معاه وعايزة أى حد ياخد رقم التليفون ويضايقه، وفى بنات تانية بتحط التليفون تحت الطرحة وتكلم حبيبها وسط الحصة وأثناء الشرح، وفى بنات بتكتب على الديسك أنا بحبك".
وأضافت ندى "فى بنات بترسم قلب وتكتب اسمها واسم اللى بتحبه عليه بالإضافة إلى كتابة رقم تليفونها"، مشيرة إلى أن البنات ترتبط فى سن صغيرة لأن اعتقادها أنها نضجت ومن حقها أن تعيش قصة حب كغيرها من البنات وتتحدث مع الولاد فى التليفون".
واستكملت ندى حديثها: "هناك بعض البنات بتمثل أنها مرتبطة لكنها غير مرتبطة بالفعل، وتبدأ فى وهم نفسها أنها تعيش قصة حب وتسرد لنا حكايتها مع حبيبها، وكم أنه يعاملها بكل حب وينتظر انتهاءها من الدراسة، لكى يتقدم لها وهو غير موجود أصلا، وتفسر ذلك قائلة : "ساعات بتكون البنت مش حلوة وغير جذابة أو أنها مش عارفة تتعامل مع الولاد" مؤكدة قدرتها على كشف البنت التى تكذب وتنسج حكايات وهمية لكنها لا تنصحها لأنها لا تتقبل النصيحة".
وأضافت لبنى سمير طالبة بمعهد أزهرى 


" البنات بتحاول تعبر عن مشاعرها اللى مش قادرة تعلنها من خلال الكتابة على الديسك والحوائط والحمامات ، مفسرة ذلك بأنه فراغ وأن الفتاة تحاول أن تقلد ما تشاهده على شاشة التليفزيون معتقدة أنها أصبحت قادرة على أن تعيش قصة حب وتتعرف على الشباب وتصاحب أكثر من واحد.
ويقول محمد هشام طالب بمدرسة ثانوى مشتركة، إنه يلاحظ أن كثيرا من البنات يقومن بكتابة قصص حبهن مع الشباب على أبواب الحمامات بالإضافة إلى أرقام تليفونات، وأن هذا يحدث فى المدارس المشتركة وأنه يقلل من شأن الفتاة ويتعارض مع حيائها .
وأضاف محمد أنه يلاحظ فى مدرسته المشتركة أن بعض البنات يقومن بمعاكسة الولاد من أعلى سلالم المدرسة ولا يتجاوز عمر البنت الثانية عشرة ، مرجعا ذلك إلى ضعف دور الأسرة فى مراقبة الفتاة ومعرفة أين تذهب بعد المدرسة.
أما شيرين محمد طالبة بالصف الأول الثانوى فقالت إنها كانت ملتحقة بمعهد أزهرى العام الماضى لكن لم يكن بنفس حال المدارس فى التربية والتعليم، حيث إن هناك تحفظ فى المعاهد الأزهرية حتى لو البنت على علاقة بولد فهى لا تفصح عن تلك العلاقة، أما فى التربية والتعليم فالأمر يختلف، وتتباهى البنت بارتباطها عاطفيا ويزداد التباهى بها، مشيرة إلى أن البنت تكتب اسمها واسم حبيبها فى كل مكان سواء على الديسكات أو أبواب الحمامات لكى تتباهى أمام زميلاتها.
واستكملت شيرين: أن المدرسين فى التربية والتعليم لا يهتمون بالطالب سواء كان مركزا أو لا فالكثير من الطالبات يتحدثن أثناء الحصة فى الموبايل ويلاحظها المدرس، لافتة إلى أن منظومة التعليم بأكملها فاسدة وتساعد الطالب على التسيب.
أما عن المكتوب على الحائط وأبواب الحمامات فقالت شيرين" البنات بتكتب كلام كتير زى أنت روح قلبى، أنا بعشقك، وهو بيموت فيا ونفسه يجوزنى"، مشيرة إلى أنه أثناء الخروج من المدرسة نجد الولاد ينتظرون البنات أمام باب المدرسة للخروج معهن وقضاء وقت فراغهم.
وروت شيرين أنه من ضمن قصص البنات التى سمعتها أن هناك طالبة كانت تتحدث فى التليفون أثناء الفسحة وتبكى بطريقة هستيرية ثم عادت وحكت لنا ما دار معها وكان رد زميلاتها " سيبك منه ده ما يستهلكيش أنت تستاهلى أحسن منه".
وأرجعت شيرين سبب هذه الظاهرة إلى أنه فى سن المراهقة يكون أمام الشباب جميع مغريات الحياة ولديه حب الاستطلاع والتجربة والتعرف على ما يحدث حوله ومعرفة الجنس الآخر من خلال الدخول فى علاقة معه، مشيرة إلى أن الشيطان يصور لهن هذه الأشياء على أنها جميلة.
لافتة إلى أن البنات لن يكتشفن مساوئ هذه العادات إلا بعد سن الـ 20 ، مشيرة إلى أن البنت تدخل فى علاقات كثيرة فى سن صغيرة ولا تعرف مدى خطورتها وأين نهايتها.
وتابعت شيرين أن زميلاتها يصفونها "بالمعقدة" لأنهن يعتبرن أن كل فتاة لابد وأن يكون لها تجارب وقصص حب.
أما عن رأى الطب النفسى فقالت هالة حماد، استشارى الطب النفسى للأطفال والمراهقين والعلاج الأسرى،إن الوضع الاجتماعى داخل مدارس البنات يفرض على البنت أن تدخل فى علاقة عاطفية دون خجل لدرجة أنها من الممكن أن تخرج صورة أخوها وتقول هذا حبيبى، مشيرة إلى أن ارتباط البنت فى الوقت الحالى يبدأ فى سن صغيرة من 13 سنة، وذلك يرجع إلى سهولة العلاقات من خلال مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" و"تويتر" بالإضافة إلى وسائل الاتصالات.
وأضافت هالة أن البنت تحاول إثبات أنها حلوة ومرغوبة، لافتة إلى أنه فى السنوات السابقة كانت البنت تخفى علاقتها مع زميلها أما الآن فالبنت تتباهى بالعلاقة، وأصبح الجميع يعرف أنها مرتبطة وأصبحت العلاقة مقبولة بين الشباب، ولكنها ليست مقبولة بين الأهالى، وفى سؤالها لإحدى البنات عما إذا كان هذا صح أم لا؟ فكان ردها: طبعا صح، كل أصحابى مصاحبين فأين المشكلة؟
وأشارت هالة إلى أنه منذ حوالى 30 عاما كان لا يوجد عيد للحب ولا نعرف ما هو، أما الآن فأصبح عيد الحب شيئا ضروريا يجب الاحتفال به من خلال المرتبطين فأصبح يعبر عن العلاقة بين الولد والبنت.
وتابعت: أن اختفاء النموذج الذكرى فى الأسرة له عامل كبير فى لجوء البنت إلى شخص آخر تشعر معه بالحنان، فالأب يعمل لفترة زمنية كبيرة أو يقضى باقى الوقت على الكافيهات ولا يجلس وسط أسرته وأصبحت الأم هى المسئولة عن التربية والأب مسئول عن تكلفة المعيشة فقط، فأصبحت البنت لا تشعر بحب والدها لها، موجهة رسالة إلى الأب: "خلى البنت تخاف على زعلك مش من زعلك" بمعنى أن تخاف البنت من صورتها أمام والدها ولا تخاف من ضربه لها.
وأوضحت هالة أنه لا بد أن تعقد الأسرة اجتماعات عائلية لتبادل الخبرات وكيفية التعامل مع أبنائهم، وكيف يفكر أبناؤهم، مشيرة إلى أن البنت تكون تحت ضغوط الرغبة لذلك تميل إلى زملائها المراهقين الذين يقيمون علاقات عاطفية، أما عن الطلاب الذين يلتحقون بالمدارس الدولية فلا بد أن يكون هناك رقابة من قبل الأسرة لأن أفكارهم تكون متناقضة مع أفكار مجتمعنا الشرقى.
واستطردت: أنه لا بد أن يشعر المراهق بالأمان وأن يفصح عن مشاعره بجرأة لأسرته، لكى يشعر بإحساسه بذاته، خاصة فى الوقت الذى يهدد شبح العنوسة المجتمع، وعن سبب إدعاء بعض الطالبات بأنها على علاقة عاطفية تقول: إن هذا شىء متوقع لإثبات الذات والانتماء، فهى تريد أن تثبيت أنها ليست أقل منهن فى الجمال أو جذب الشباب.
وأشارت إلى دور المدرس فى المدرسة والفصل الذى اقتصر على التعليم والتلقين فقط والاهتمام بالدروس الخصوصية والابتعاد عن دوره فى التربية، فالمجتمع يحتاج إلى إعادة تأهيل المدرسين ليعرفوا كيف يربوا الأطفال منذ سن الطفولة ورياض الأطفال إلى جانب دور الأسرة، مطالبة من الأسرة أن تمدح أبناءها والبعد عن كثرة الذم ليشعر الابن بالثقة بالنفس وعدم إنكار الذات ويبدأ فى البحث عن ذلك مع شخص آخر. 

كايرو دار

No comments:

Post a Comment