Wednesday, 29 May 2013

وثائقي هولندي.. بدو سيناء يريدون الامن والنظام


Map


يشيل هوبينك- إذاعة هولندا العالمية - منذ اندلاع الثورة المصرية تردت الاوضاع الامنية في سيناء بسرعة كبيرة. السكان المحليون من البدو أصبحوا يحلمون بعودة سلطة الدولة المركزية. "يجب ان تُحكم البلاد من جديد، حتى ولو وصلت امرأة الى السلطة".
البدوي عيد من قبيلة الترابين من سيناء ذاهب الى اجتماع للقبائل، وعلى كتفه يحمل رشاش الكلاشينكوف. إنه ضروري لسلامته الشخصية، كما يقول في فيلم وثائقي للصحفية الهولندية إزميرالدا بووم. "الحماية واجب... في السابق لم يكن من السهل مهاجمة احد او استخدام الاسلحة. كانت هناك دولة وحكومة لديها سلطة نافذة. لم يكن احد ليتجرأ بالتجوال علانية وبحوزته اسلحة. لكن بعد الثورة حصلت المشاكل، ولا وجود لسلطة مركزية، بل هناك انعدام للقانون".

حرب ومفاوضات
مؤخرا حصل قتال في "رأس سدر" بلدة عيد بين قبيلة الترابين وقبيلة العليقات، وذلك إثر قيام افراد من العليقات بوضع اليد على قطعة ارض تعود ملكيتها اصلا الى الترابين. موقع رأس سدر استراتيجي على الساحل الغربي لشبه جزيرة سيناء، وعلى الطريق الرئيسي المؤدي الى القاهرة والمنتجع الشعبي شرم الشيخ. لقد كانت حربا حقيقية، يقول عيد "جاء افراد قبيلة العليقات من شمالي سيناء بحوالي 150 سيارة لاند كروزر ومدججين بالاسلحة. قاموا بالتمركز في احد المطاعم على الطريق كي يتمكنوا من اطلاق النار علينا". الاجتماع الذي ينوي عيد المشاركة فيه هو للتفاوض حول السلام الهش بين القبيلتين.

سياحة وتهريب
لم تكن الاوضاع على ما يرام بين نظام حسني مبارك والبدو في سيناء. بعد استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء من اسرائيل في عام 1982 لم يعد هناك من مكان للبدو في ظل السياحة المزدهرة. اصدقاء النظام من الاغنياء استولوا على الاراضي الجيدة، وجلبوا مصريين من المدن للعمل كموظفين في المشاريع السياحية. عانى البدو من الفقر والبطالة، الامر الذي دفع بالعديد منهم الى العمل في تهريب الاسلحة والمخدرات والمهاجرين الافارقة غير الشرعيين.
في البداية فرح البدو بسقوط نظام مبارك، لكن الآن يقولون إن الاوضاع تزداد سوءا منذ ذلك الحين. ومع غياب السلطة المركزية ازدهرت الجريمة ونشأت الصراعات بين مختلف القبائل. اسباب الخلاف في الغالب تدور حول الاراضي المتروكة على الساحل وهي لمشاريع سياحية مستقبلية لم تنته بعد. لكن انعدام الامن في المنطقة ادى الى توقف السياحة.
غياب القانون
مبارك هو صاحب فندق في شرم الشيخ وهو من قبيلة العليقات وواحد من البدو القلائل الذي نجح في مجال السياحة. بعد الثورة صار يأتي القليل من السياح الى المنطقة وتراجع مدخوله بنسبة 50 % . يعتقد ان الوضع سيخرج عن السيطرة اذا لم تعد سلطة القانون الى هذه المنطقة "لا اعلم متى ستتفاقم الامور ولكن مع انعدام القانون ستحل الفوضى. مع غياب القانون ستصبح هذه المنطقة مشابهة لشمال اليمن من حيث خطورة الاوضاع".
ليس فقط مبارك ولكن العديد من الاشخاص في الفيلم الوثائقي طالبوا بعودة السلطة المركزية. "ما يحصل في القاهرة ليس ثورة بل فوضى" يقول بدوي عجوز يكسب رزقه عن طريق جر الابل التي يركب عليها السياح. "لا يهمنا من يتسلم السلطة مرسي ام مبارك، طالما هناك من يحكم هذه البلاد. نريد ان يأتي من يحكم البلاد بشكل جيد".

العودة إلى الصحراء
يتنهد صاحب متجر في شرم الشيخ وهو من البدو ايضا ويقول "لا يوجد بنزين ولا امن ولا سياحة.. في السابق كان لدينا كل شيء ولكن حريتنا كانت مقيدة. اما الآن لدينا الحرية ولا شيء آخر".
في المقابل مبارك صاحب الفندق ليس قلقا كيف ستؤول احواله المادية "لا مشكلة لدي. املك جملا واذا لم يتحسن وضع السياحة، اخذ الجمل الى الصحراء. كما فعل جدي في السابق، كان يذهب يوميا لزيارة اصدقائه، للهو والطعام الجيد ويغادر بعدها. كان يتنقل من مكان لآخر طوال العام في جنوب سيناء"

No comments:

Post a Comment