Saturday 12 April 2014

بالصور.. لغز "النبى دانيال" الذى يبتلع الفتيات

كايرو دار

كتبت أسماء على بدر |
شارع النبى دانيال شارع النبى دانيال
التاريخ اليهودي تاريخ مثير ومليئ بالأحداث، وامتداده الزمنى وغرائبه وأعداد أنبيائه كلها أمور تدفع في اتجاه التضخيم والبناء الأسطورى المدهش، ومن عناصر التاريخ اليهودى المتّسعة، جاء "النبى دانيال" إلى الإسكندرية، ليظل حاضراً كشارع، ويختلط الواقعي فى تاريخه بالأسطورى.
يعتبر شارع النبى دانيال في مدينة الإسكندرية - أحد المعالم الرئيسية لعروس البحر المتوسط، وذلك لموقعه المميّز الذى يربط بين محطة الرمل بوسط المدينة وميدان الشهداء - ميدان محطة مصر الذى يضم ثانى أكبر وأقدم محطة قطارات فى مصر - كما اشتهر بسوق الكتب التى تتميز بأسعارها المخفضة، ويلجأ إليها الطلاب ومحبو القراءة.
كما يشهد الشارع على حرية الأديان والعقيدة على مر العصور، والتى تتمثّل في احتوائه على دور عبادة للأديان السماوية الثلاثة، وهى: الكنيسة المرقسية وهى أقدم كنيسة فى مصروإفريقيا، والتى بناها القديس مرقس فى القرن الأول الميلادى عام 43 م، ومسجد النبى دانيال الموصلى، إلى جانب المعبد اليهودى "إلياهو" الذى تأتى إليه الجالية اليهودية فى مصر.
يضمّ الشارع مبنى جريدة الأهرام - التى أسسها سليم وبشارة تكلا - بالإضافة إلى المركز الثقافى الفرنسى الذى أنشئ عام 1886م، وهو أيضًا من أكثر الشوارع حيوية ورواجا تجاريّاً في المدينة، ورغم ازدحامه بالباعة الجائلين لبيع الملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية وأكشاك الكتب القديمة، إلا أنه يظل عامل جذب للسائحين الأجانب والأدباء المصريين والعرب.
◄تاريخ شارع النبى دانيال
يعد شارع النبى دانيال أحد شوارع الإسكندرية القديمة – الذي تأسس منذ عهد الإسكندر الأكبر - عندما وضع المهندس اليونانى "دينوقراطيس" تخطيط المدينة، والذي كان على شكل رقعة الشطرنج، وبها شارعان رئيسيان متقاطعان بزاوية قائمة، وتتفرع منهما شوارع صغيرة أخرى، وكان يطلق عليه قديما شارع "الكاردو دى كومانوس".
وكان يشمل شارع النبى دانيال قديمًا، بوابتين للإسكندرية القديمة: بوابة الشمال وكانت تسمى "بوابة القمر"، وبوابة الجنوب وهى "بوابة الشمس".

◄من هو النبى دانيال؟
النبي دانيال هو أحد أنبياء بني إسرائيل، ربما يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، ولذلك يسمّى المعبد اليهودي المتواجد في الشارع بـ "معبد النبى دانيال" على اسم هذا النبى، أما بالنسبة لمسجد النبى دانيال فالمرجح أن الضريح المتواجد به - على عمق 5 أمتار - هو لعالم عراقى جاء من مدينة الموصل إلى الإسكندرية في القرن الثامن الهجرى، اسمه محمد بن دانيال الموصلى، وهو أحد شيوخ المذهب الشافعى، وهو رجل صالح قام بتدريس أصول الدين وعلم الفرائض على النهج الشافعى، وظل فى مدينة الإسكندرية حتى وفاته سنة 810 هجرية، ودفن بالمسجد الذى يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثانى عشر الهجرى.

◄قصص ابتلاع الفتيات وقبر الإسكندر
انتشرت شائعات وقصص عديدة حول شارع النبى دانيال، ردّدها الأهالى بشكل مبالغ فيه، ومنها ابتلاع الشارع لإحدى الفتيات الجميلات فى وضح النهار، والتى كانت تسير مع خطيبها - ولم يتم العثور عليها حتى الآن – وقد تكرّرت الواقعة حتى منع الأهالى بناتهن من السير فى الشارع خوفاً من ابتلاعهن، وأيضاً – من هذه القصص - وجود أشباح تحت الأرض منذ عهد الإسكندر الأكبر، لأنه كان مصمّماً كمعتقل للتعذيب، وأن هذه الأشباح هي التى تنتقم وتبتلع الفتيات، بالإضافة إلى وجود مقبرة الإسكندر الأكبر والكنز الذى دفن معه منذ آلاف السنين.

◄حقيقة الشائعات
قال عبد العال محمد، أحد باعة الكتب في شارع النبى دانيال، أنه - فى بداية تسعينيات القرن الماضى - كانت تسير فتاة حديثة الزواج مع زوجها، ولكن حدث هبوط أرضى مفاجئ وقعت داخله، ونظراً لوجود سراديب قديمة تحت الأرض يرجع وجودها إلى العهد اليونانى - منذ حكم الإسكندر الأكبر - سقطت الفتاة ودخلت إلى مسارات شبكة الصرف وذهبت مع التيار، وشكلت المحافظة فى ذلك الوقت خطة إنقاذ استمرت 15 يوماً، ولكن الضفادع البشرية لم ينجحوا في العثور عليها.
وأضاف عبد العال، أن شارع النبى دانيال يحتوى فى باطنه على آثار تعود إلى بداية العصرين الرومانى واليونانى وحتى العصر الإسلامى، وهناك أقاويل تشير إلى أن هناك سرداباً يقع إلى جانب ضريح الشيخ النبى دانيال الموصلى، تخرج منه على مصر القديمة، ولكنها أقاويل كاذبة وجميعها شائعات، على حدّ قول بائع الكتب في الشارع.
وأكد أحمد متولى، أحد باعة الكتب أيضاً، أنه قرأ فى أحد الكتب التي يبيعها تفسيراً لسبب وجود السراديب، وهو أنها كانت مصمّمة خصيصاً لهروب الملك عند حدوث ثورات مفاجئة، والتى كانت تقوم بها الشعوب كثيراً فى ذلك الوقت، مضيفاً أن المؤرخ المصري الكبير "المقريزى" ذكر هذه السراديب فى كتاباته واصفها إيّاها بأنها "يسير فيها الفارس ممتطيا جواده رافعا سيفه"، وهو الارتفاع الذى يصل – وفق هذا الوصف – إلى ما يقدر بثلاثة أمتار.
وأضاف أنه - بسبب وجود هذه السراديب - فإن القشرة الأرضية لشارع النبى دانيال رخوة، ويحدث فيها كل فترة هبوط أرضى مفاجئ، وكان آخرها فى أغسطس الماضى، والذى لم يسفر عن أية إصابات.


No comments:

Post a Comment